اليوم رسميًا، دخل الدولار الأمريكي مرحلة الانهيار… والنظام الاقتصادي العالمي الذي بنته أمريكا على أساس بعض الأوراق التي تطبعها، أصبح الآن في طريقه ليكون مجرد سطر في كتب التاريخ!
كيف ذلك؟
إذا لم تكن تتابع ما حدث خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، فجهّز كوبًا من الشاي والنعناع ☕️ وتعالَ أحدثك بالتفاصيل… وركّز جيدًا، لأن ما يحدث حاليًا يمثل بداية لتغير جذري في شكل الاقتصاد العالمي بأسره، وقد يكون أعظم مما شهدناه خلال الأزمة المالية في عام 2008… لأن هذه المرة ليست مجرد أزمة اقتصادية، بل أزمة تمس سمعة أمريكا ذاتها! 👇
⚫️ خلال الساعات القليلة الماضية، سجل الدولار الأمريكي أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، والأسواق العالمية بأسرها تعيش حالة من الذعر… فلأول مرة تقريبًا، ينهار الدولار والسندات الأمريكية وأسهم الشركات الأمريكية معًا وفي نفس الوقت!
خلال جلسات التداول، تعرض الدولار الأمريكي لانهيار مفاجئ، وانخفض لأدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، حتى أنه بحسب تقارير “رويترز”، فقد 1.7% من قيمته في جلسة واحدة فقط، فيما وصف بأسوأ يوم للدولار منذ عام 2022!
⭕️ والمثير للدهشة أن الناس الذين اعتادوا اللجوء إلى الدولار في الأزمات، أصبحوا اليوم يفرّون منه كما يهرب الناس من العواصف…
حقق الفرنك السويسري أكبر قفزة أمام الدولار منذ عام 2015 بنسبة بلغت 3.6%، كما ارتفع الين الياباني واليورو بنسبة 2% و2.47% على التوالي… ولا يزالان يواصلان الصعود حتى لحظة كتابة هذه السطور!
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (ICE) بنسبة 8% منذ بداية العام، وخلال الأسبوع الماضي هبط إلى ما دون مستوى 100 نقطة للمرة الأولى منذ عام 2022، محققًا أكبر خسارة يومية منذ ذلك الحين… ولا أحد يعرف متى سيتوقف هذا النزيف المستمر!
🟣 هذا بالإضافة إلى أن مؤشر “داو جونز” خسر خلال أيام قليلة آلاف النقاط، وأصبحت البورصة الأمريكية وكأنها أرجوحة تتأرجح صعودًا وهبوطًا، وكل ذلك بسبب التغريدات والقرارات الاقتصادية المتقلبة للرئيس ترامب، الذي يغير قراراته كل بضع ساعات، وكأنه طفل صغير يلعب، لا رئيس أقوى دولة في العالم!
تارة يقرر زيادة الرسوم الجمركية، ثم يتراجع عنها لمدة 90 يومًا، ثم يعود ليفرض تعريفات على جميع المنتجات، ليعود ويلغيها عن الإلكترونيات والهواتف المحمولة… تصرفات عشوائية وغير مدروسة يدفع ثمنها الشعب الأمريكي!
🟢 يشير المحللون الماليون إلى أن ما يحدث الآن أسوأ بكثير مما عُرف بـ”صدمة نيكسون” عام 1971، عندما قرر الرئيس نيكسون إلغاء ارتباط الدولار بالذهب بشكل مفاجئ، مما تسبب في أزمة تضخمية خانقة عاشتها أمريكا خلال السبعينيات… ولكن تخيّل أن الوضع اليوم أكثر خطورة!
🟣 وقد صرّح المحلل المالي “مارك تشاندلر” لموقع “ماركت ووتش” قائلًا: “الضرر الأكبر الآن هو على سمعة أمريكا كقوة اقتصادية عالمية”…
وهنا تكمن خطورة ما يحدث!
🔴 لأول مرة، بدأت الثقة العالمية بأمريكا بالانهيار بشكل واضح وصريح، ووفقًا لتقارير نشرتها مؤسسة “ماركت ووتش”، فإن المستثمرين الأجانب يفرّون من السوق الأمريكي بوتيرة مخيفة!
للتوضيح، ما يحدث الآن يسمى “إضراب رأس المال”، حيث يسحب المستثمرون أموالهم ويهربون من كل ما له علاقة بأمريكا، ويبيعون السندات والأسهم الأمريكية بشكل جماعي لأن السياسة الأمريكية أصبحت غير مستقرة وغير متوقعة… نتيجة لذلك، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية (التي كانت تعتبر الأكثر أمانًا في العالم) إلى مستويات تاريخية:
1️⃣ عوائد السندات لأجل عشر سنوات بلغت 4.49% (أعلى نسبة منذ عام 2001).
2️⃣ عوائد السندات لأجل ثلاثين سنة قفزت إلى 4.87% (أعلى نسبة منذ عام 1987).
ببساطة، أمريكا الآن تدفع فوائد أعلى لإقناع الناس بشراء سنداتها!
🔵 وما معنى هذا؟
يعني أن العالم بدأ، لأول مرة منذ عقود طويلة، يشكك في قوة الدولار كعملة احتياطية عالمية… واليوم تقريبًا في جميع دول العالم، بدأت عمليات “التخلص من الدولار” أو De-dollarization بوتيرة سريعة… بل إن أوروبا، والصين، وحتى دول الخليج بدأت تتعامل في بعض الصفقات بعملاتها المحلية بدلًا من الدولار!
🟢 وأين يذهب المستثمرون الآن مع سقوط الدولار؟
في خضم هذه الفوضى، يتجه الجميع حاليًا إلى الاستثمار في الذهب، الذي سجل أعلى سعر في تاريخه، ولا يزال يواصل الارتفاع، وهناك توقعات بأنه سيستمر في ذلك خلال الفترة القادمة…
🟠 والمفاجأة أن تقريرًا نشرته مؤسسة “جراي سكيل” الاستثمارية قبل يومين، أشار إلى أن البيتكوين قد يكون المستفيد الأكبر من انهيار الدولار، وأن هذه الأزمة قد تُمكّن البيتكوين من منافسة الذهب نفسه، الذي تبلغ قيمته السوقية حوالي 22 تريليون دولار!
أي أن عملة البيتكوين المشفرة، التي لا يعرف أحد منشأها ولا تخضع لأي سيطرة اقتصادية من أي دولة، بدأت تبرز كبديل محتمل لكل من الدولار والذهب!
⚫️ العالم اليوم يا صديقي يعيش مرحلة إعادة تشكيل… والنظام الاقتصادي الذي نعرفه يتغير…
الدولار الأمريكي، الذي اعتدنا اعتباره أقوى عملة في العالم، والأساس الذي بُني عليه النظام المالي العالمي، والذي مكّن أمريكا من السيطرة على أموال واقتصادات العالم، بدأ ينهار أمام أعيننا!
🔴 فالسؤال الآن: كيف سيكون شكل العالم بعد انهيار الدولار؟ ومن هي القوة الجديدة التي ستتحكم في اقتصاد المستقبل؟
