- أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها

- أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها
الأربعاء, 24-إبريل-2024

تقول الدكتورة سلوى حسين العابد عندما أقرأ أبياته التي يسجلها اجده يغرق في الرثاء لاسيما عندما يودع غالي لديه

فقصيدته التي رثى بها والده العلامة /علي يحيى العماد كانت مسجلة بأحرف من نور ،ولاتزال للآن تقرأ وكأنك تعيش لحظة الوداع للتو

لم يرث أباه فقط ،ولكنه رثى نفسه وسجل قصيدة رثاء غريبة وكأنه يشتاق لعالم السمو والخلود الأبدي وفي مشاهد ساخرة وعابرة تحدث عن صورة الوداع لأي شخص وقام بتوديع روحه رغم ان جسده لايزال موجوداً في العالم المادي

وتم تنفيذ ذلك الرثاء في كل ابجدياته عندما فجع بوفاة شقيقه وعضده الهاروني/ ياسر

فتجلت مرثيته التي كتبها لنفسه وأصبحت لأخيه وكأن نغزات قلبه قد استشعرت وفاة أخيه من قبلها بشهور

فهل سيسكت عن مرثية أخرى لأخيه ؟

لا وألف لا ..بل جادت قريحته برثاء بعد الآخر تظل أجملها ماقال :


يا آسر الروح مُذ فارقت دنيانا

والدمع يذرف أنهاراً إلى الآنا

***

وبعدما غاب تحت الأرض أفضلنا

شاهدت بعدك فوق الأرض أردانا

***

ومثلما شيَّد *العتمي* منازلهم

بالأمس . هاهو ذا يبني لموتانا

***

حيناً يشيّد للأحياء مسكنهم

وللذي مات يبني القبر أحيانا

***

في ذمة الله والعتمي معيشتنا

**عتميةٌ* " هي دنيانا وأخرانا


والقصيدة السابقة تحول فيها الشاعر العماد من لغة (الهنجمة) إلى لغة (المسكنة) كيف لا وقد دفن أخوه وابنه وصديقه ومرشده ياسر

فخاطبه بأنك افضل مني ،وأن الأسوأ هم الأحياء

ثم يتكلم عن (العتمي) ..والعتمي هذا هو رجل يعمل في البناء مثلما نقل (شاقي)..فقام العتمي ببناء قبر ياسر في الليل وحسين منتظر وهو غير مصدق بأن هذا القبر يضم أحب الناس الى قلبه

يتحدث عن العتمي الذي يبني للناس منازل تأوي في دنيا فانية

بينما هو الآن يبني بيت ياسر للآخرة الباقية

ثم يقوم بتوظيف اسم العتمي وهو اسمه الذي ينتسب به لقريته

عتمه فيقوم بتحويره بطريقة بلاغية مبدعه ويجعل من اسمه لوناً

داكناً فيختم قصيدته ب:

عتمية هي دنيانا وأخرانا

وكأنه يقل بعد فراقك يا أخي لم تعد هناك ألوان مشرقة

بينما القارئ يعتبرها عبارة تدل على تعب الحياة ومشقتها لاسيما لمن لا يخافون الله فلا دنيا ارتاحوا بها ولا آخرة عملوا لها

..........................

ماجعلني اكتب عن الشاعر هو سببين

اولهما ..تخصصي في مجال النقد والتحليل وان كنت لازلت أحبو في هذا العالم الصاخب

وثانيهما..تم وصفه بالبردوني ..وهذا اختيار غير موفق

ليس استخفافا بالشاعر /العماد

ولكن لأن مدرسة/ البردوني التنبؤية والفكرية غير مدرسة /العماد

الفلسفية

فالعماد تجده يصرخ عندما يهجو..كيف لا وهو يهجو اكثر مما يمدح وان دل فهو دليل صدق محبته لوطنه وما وجد من أهداف انحرفت وأحلام سرقت

ثم تجده وقد اخفض صوته عندما يرثي ،وكأن ما كتبه ليس بيده وانما بدموع فؤاده تزاحمت وأخرجت أجمل المراثي وتجد فيها آهات وأوجاع يتمنى ألا تتكرر

حتى في مديحه سخرية وخط رجعه ،وفي وصفه عمق وتأمل

وفي قلمه ابداع وعنده تزاحم شديد للكلمات فتراها في بعض ابياته تنفجر معلناً ولادة قصيدة تسمو بك للأعلى ،وفي بعض القصائد تجد انك لم تفهم ماذا يقل وكأنه يقل فلسفتي هذه لا يفهمها الا

الراسخون في العلم

بينما بعض القصائد تمتاز بسلاسة وعذوبة ووضوح جلي

أما الأجمل في قصائده هي الرسالة الخفية مطبقاً المثل

(دق العود،يفهم مسعود) وماأكثر مسعودات الوقت الراهن

الشاعر/العماد كتب قصيدة عن السموم المسرطنة التي هزت الشعب اليمني فهزت ضمير الشاعر فقال:


#أنا_الشعب


لك الأمر وحدكَ يا شعبنا

تقول أنا الشعب وحدي أنا

***

أنا الشعب أحمل عبئ الذي

غسلتُ لهُ بدمي ما جنىٰ

***

وثرتُ على سطوة المنتنين

لأرضىٰ وانتخب الأنتنا

***

فمستضعف الأمس مستكبرٌ

تَجَبَّرَ واعتقل الألسنا

***

ولا فرق عنديَ بين اللصوص

إذا كافرا صار أو مؤمنا

***

لأنّ فساد ( عيال الحلال )

يفوق فساد ( عيال الZنا )

***

فمن مكَّن الخصمَ من أرضهِ

لـ(سلمان) من أهلهِ مكّنا ..!!

***

وما ضَرَّنِي ما جنىٰ أهلهُ

كما ضرّ مؤمنُنا الموطنا

***

سيرفض إفسادهُ هاجسي

إلى أن أشرَّد أو أُسجنا

***

أنا مَن تحمّلتُ جور الحصار

ومَن صانَ (صنعا) ومَن حصَّنا

***

أنا مَن رضيتُ بعيش الكفاف

ولو كان غيري أنا لانثنىٰ

***

أنا من صبرتُ على (المزريين)

سنينا وذقتُ الأسىٰ والعنا

***

فمن يا ترى في الثمان السنين

من (المزريين) حمىٰ أو بنىٰ..؟؟

***

ومن منهمُ كان بي راحما

لعمري ومن كان لي مُحسنا..!!

***

وجدتُّ أبيَّهمُ خانعا

رأيتُ عزيزهمُ هيّنا

***

يروني بأعينهم سلعةً

أباع وأرجو بأن أرهنا

***

ستبقىٰ الديون على كاهلي

إلى أن أُكفن أو أدفنا

***

يجازونني بالـ(مبيدات) والـ

(سموم) وزادوا بفقري غِنىٰ

***

كأن البلاد غَدتْ ملكهم

(تَدَغسَنَتِ) الأرض من حولنا

***

سأرفض (دغسنة) الفاسدين

وإن جاء بالخير من (دغسنا)

***

ف(قات) الجنوب (سمينٌ) وبالـ

( مبيدات ) قاتي بدا أسمنا

***

فلا تنهَ عن "جرعة" ثائرا

لتفتح "دغسنة" أنتنا

***

ولا تتبدل سفير السعود

ب"مُزرٍ" عديم الرؤى أرعنا

***

فإما تكُن مثل (والي ذمار)

وإلا فَقُم وابتغي ( لندنا )

***

ولا فرق ما بين ذاك وذا

( إذا قيس حبٌ وما بيننا )


القصيدة ابداع ينقصها الاختلال الواضح في الوزن والعروض

وهذا لاينقص من قيمته الشعرية وكأن الشاعر كتب ما أملت عليه قريحته الشعرية وأراد أن يصرخ ليطفئ غضب استشعره من خطر المبيدات

عنوان القصيدة يتناص مع أنشودة انا الشعب يا فندم وهذه احدى الصرخات الغير معلنة من الشاعر

واخر القصيدة تتناص مع اغنية (اذا قيس حب ومابيننا) وقد غناها الكثير من مطربي اليمن مثل السنيدار،الاخفش،الحبيشي،السمه.....

والتي في آخرها تقول:

وان تبحثي في حنايا الصدور

فلن تجدي مثل حبي أنا

وهذا هو المغزى من غرض الشاعر أن الغرض من قصيدتي هذه

أنكم لو بحثتوا عن سبب غضبي بين السطور ،فالسبب هو حبي وحرصي الشديد لشعب تحدى وعانى وذاق الأوجاع والفقر وقد ياتيه الموت وهو مديون ،مهموم فلا تقتلوه بمبيداتكم ،لأنه يكفيه ماقد عانى وتألم

............................

القصيدة رائعة ،ومثلما قلت سابقاً الشاعر/العماد ،مبدع في الرثاء والهجاء ،،وتنحى قليلاً عن المديح وكأن صدق العاطفة عنده تقول:

لم أعد أرى شئ يستحق المديح والثناء

الشاعر بدأ يؤسس لمدرسة شعرية جديدة سيكون هو رائدها

مثلما كان قباني رائد الغزل ،والسياب رائد الحنين ،الهبل رائد العشق المحمدي والامثلة كثير

فإن الشاعر/ العماد سيكون رائد المدرسة النقدية اللاذعة وفارسها

أقولها حقاً بان شعره يستحق الدراسة في الدراسات العليا ومن خلال صفحتي أرجو أن يلتفت الباحثين لشعره لينقح ويبحث ويناقش ..وقد ربما نجد له قصيدة في كتب الأدب والبلاغة

لاسيما اذا تأمل وتعمق وتأنى وهجى كل من أذانا فسستمخض له قصيدة هجائية رائدة

او اذا فكر وقرر للمديح ..قد نجده يمدح شعباً وقائداً

ولا أرجو من الله أن يرثي ضمير المسؤول اليمني ،لأني أظن بأنا قد دفناهم فهل انبعثوا من جديد

ربما!

وفي الأخير ..كلماتي لم توف الشاعر حقه ،ولكنها خواطر مبعثرة




انتهى كلام الدكتوره / سلوى حسين العابد. التي لم تعرج عل ابيات العماد النارية ظد الظلم.والفساد ، والتي اختصرت العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية بل وفاقتها في ايصال صوت المواطن. 


حيث يقول منقدا صرف نصف راتب في رمضان مثلا: 


#أرحب و..


إني عجبتُ وكيف لا أتعجبُ

من دولةٍ فيها الفساد مُحَببُ

***

تمضي قرارتٍ تشابهُ بعضها

فيها المُقرر كالقرار مُذبذبُ

***

أرأيتَ كيف تُفاجئُ الفقراء في

شهر الصيام لعلهم يتأدبوا

***

هل يقتفي أثر (الزعيم) رجالها

يا ليت شعري أم عليهِ تَغلَّبوا

***

من سار في درب الكلاب فإنهُ

لا بُد أن يعلو عليهِ الأكلبُ

***

لما رأتنا صابرين على الطَّوى

قامت علينا تستبدُ وترهبُ

***

وتهين ثواراً وتنكر فضلهم

ونضالهم ، وتريد أن لا يغضبوا

***

هي دولةٌ وحكومةٌ (مُزريَّةٌ)

وَهَبَتْ لهذا الشعب ما لا يُوهبُ

***

كسبت محبة فاسدٍ ومطبلٍ

ومنافقٍ يا بئس هذا المكسبُ

***

أرأيت بالأمس القريب حكومة ال

إنقاذ والوزراء كيف تأهبوا

***

كي يصرفوا للشعب نصف مرتبٍ

والشعب يسعى لاهثاً يترقبُ

***

فلعل من صرفوا بيومٍ نصفهُ

أن يصرفوا النصف الأخير ويندبوا

***

وتنفس الصعداء شعبٌ جائعٌ

أعيى عزائمَهُ الفسادُ الأغلبُ

***

شعبٌ عظيمٌ في الوغى اهتزت لهُ

(لوس أنجلوس)و(تل أبيب) و(يثربُ)

***

من هز (أمريكا) و (اسرائيل) لا

يخشى وزيراً يزدريهِ المنصبُ

***

ظلموا عباد الله ظلم ( أُمَيّةٍ )

من بعدما عرفوا السجون وجرَّبوا

***

لم يرحموا شعباً أبيّاً صابراً

بدموعهِ ودماءهِ مُتَخَضِّبُ

***

عجباً لمن يبكي الجياع بغزة ال

ثكلى وما أبكاهُ جارٌ أقربُ

***

ما فكَّر المسؤول في أطفالهِ

لا يرحم الأطفال من لا يُنجبوا ..!!

***

كلا ولا نال الفقير زكاتهُ

لكن إلى الفقراء تسعى (أرحَبُ) .!

***

ما للمواطن في البلاد مآربٌ

إلا المرتب للموظف مأربُ

***

والمؤمنون بأنهُ يأتي مع ال

مهدي أو أن المسيح مُرتبُ

***

يدعون يا رب النبي محمدٍ

هذا المرتب مثل عيسى يُصلبُ..!!


واما انتقاده للقضاء وحال الحكم لجماعته التي ينتمي اليها فقد كانت ابياته كالرصاص القاتل التي ان اطلقها غيره من الصحفيين او الكتاب او المنقدين. لما اصبح في منزله. .حيث فاق العشرات من الكتابات والتقارير والتحقيقات الصحفية لايصال صرخات شعب وانيين مظلوم.


كما فعل في ابياته الانتقادية الحادة ضد السلطة بسبب سجن القاضي قطران والمدرس الكميم مستغربا في نفس الوقت تكرار اخطاء كانت صرخات ظلم وقهر من يحكمون الان وكانوا معارضي الامس..حيث قال:-


مـاتَ القضاءُ ومـاتَ كلُّ رجـالِـهِ

ماذا دَهَى (الأنصَـارَ) في إذلَالِـهِ؟


إن كـانَ للإنـسَـانِ فينا حُـرمـةٌ

فالشعبُ قد حرموهُ من أقوالِهِ


(قُطرانُ والشيخُ الكُميمُ) ومن هنا

دخَلَ السُّجُـونَ سُدًى بذَنبِ سُؤالِهِ


والمُشرِفُونَ مُنعَّمُونَ وهُم من اسـ

ـتقوى على المِسكين عِندَ حِلالِـهِ


يا أيُّها (الأنصَـارُ) تكفي صَـرخَـةٌ

من كُـلِّ مـظــلُـومٍ علـى آمـالِــهِ


والحُكمُ يَمضي والممالكُ تنقضي

مـاذا يفـيدُ الحكـمُ بعد زوالِـهِ؟!!


ناصرتمُ الأقصى وقُدتم شعبَنا الـ

ـيـمـنـيَّ للـمَـنـفـى بـجـرّ نـعـالِـهِ


حررتمُ القدس الشريفَ بضربةٍ

ونمُوتُ بالأخرى لضَـرب مِثالِـهِ


وسجنتُمُ الرَّجُـلَ النَّزيهَ وبعدَها

تـتــصــدّقُـون زيــارةً لـعـيــالِـهِ


ماذا إذا سأل المواطنُ (مُشرفًا)

من أين يَجني مُبـتغى أموالِهِ؟


ومن الذي قتَـلَ الشعوبَ بعَزمِهِ

لا ينفعُ المَـقـتُـولَ عزمُ قـتـالِـهِ!


نَـصـلَـى بنِـيـرانِ الذين تلُـوا لنا

"صَـلُّـوا على طـٰهَ النَّـبيِّ وآلِــهِ"


هل شَرعُ (صَعدَةَ) قائلٌ في سُوقهِ:

تفـنى ربى (صَنـعا) و(إبَّ) بـدالِـهِ


فلتحكموا بالقِسط إن القِسطَ ميـ

ـزانُ الـعـدالـةِ منتهى استبسالِـهِ


والسيدُ الإنسـان فـوّضـناهُ في

دَحرِ الـطُّـغَـاةِ شجاعةً بخصالِـهِ


#حسين_العماد


 

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 11:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.awraqpress.net/portal/news-26090.htm